قواعد القانون الدولي العام في صلح الحديبية دراسة تحليلية في ضوء قواعد السياسة الشرعية

الملخص

  سعت هذه الدراسة إلى إظهار قواعد القانون الدولي التي تضمنها صلح الحديبة، وكيف أسس النبي  e لقواعد لقواعد مهمة في العلاقات بين الدول، في حال السلم والحرب، وقد أخذ الباحث في هذا البحث بمنهجين علميين  واضحين، هما: المنهج التاريخي والمنهج التحليلي.  حيث تتبع روايات الصلح وأحداثه، من كتب صحاح السنة، غير متجاوز إلى غيرها من الروايات الواردة في كتب السنن والسير والمغازي والتاريخ والتفسير إلاَ ما يخدم منها البحث وموضوعه، محللاً تلك الروايات ومستنبطاً ما تضمنتها من قواعد قانونية تنظم العلاقات بين الدول في ضوء قواعد السياسة الشرعية، وقد توصلت الدراسة إلى أن الصلح قد اشتمل على العديد من قواعد القانون الدولي المهمة، والمتمثلة بالوفاء بالعهود والمواثيق الدولية، وتسوية النزاعات الدولية بالطرق السلمية، وحفظ الأمن والسلم الدوليين، وقد مثلت هذه القواعد حجر الزاوية لقواعد القانون الدولي بصيغته الحديثة. القانون الدولي القائم على أساس من القيم الإنسانية النبيلة التي تسعى لنزع فتيل النزاعات المسلحة بين أمم الأرض وشعوبها، وتعمل على حقن دماء البشرية، وتشيع السلام والأمن بين الدول، كما تعمل على ضمان الوفاء بالتزامات بين الأطراف المتعاهدة، وقد كان الإسلام بحق هو السباق إلى تأسيس هذه القواعد وإرسائها في العلاقات الدولية، وصلح الحديبية خير شاهد على ذلك، في الوقت الذي كانت العلاقات الدولية في تلك الحقبة الزمنية تقوم على مبدأ البقاء للأقوى؛ فالدولة القوية هي الأحق بالبقاء وفرض سياستها على الدولة الضعيفة، ليس ذلك حسب وإنما السيطرة عليها والاستيلاء على مقدراتها، وإذلال شعبها.