الاشتراك اللَّفظي في سورة يونس: دراسة دلاليَّة

الملخص

تعدُّ دراسة الاشتراك اللَّفظي بين المفردات من الدِّراسات الدلاليَّة المهمَّة التي عنى بها علماءُ اللُّغة في التراث اللغوي والأدبي، وتوقَّفت عندها كثيرٌ من الدِّراسات اللسانيَّة الحديثة؛ ذلك أن الاشتراك يكون في اللَّفظ الواحد ذي المخارج الواحدة، إلا أنّ هذا اللَّفظ يختلف معناه ويتعدُّد في كلِّ استخدام باختلاف السِّياق، وقد رفض بعضُ علماء العربية وقوع المشترك اللَّفظي في اللغة، أو ربما ضيّقوا وجوده؛ لكثرة وقوعه، وتخبُّط معانيه، ولكن أجازه كثيرٌ منهم. ولا شكَّ أنَّ الميدان التطبيقيّ يكشف جانبًا مهمًّا من دلالة ذلك الاشتراك اللَّفظي في السِّياق، ولا سيمَّا لغة القرآن الكريم الكتابِ الدِّينيِّ الإلهيِّ المصدرِ، الذي تميَّزَ بإعجازٍ لغويٍّ مفعمٍ بالظَّواهرِ اللّغويَّة الدلاليَّة، بل إنّه النّموذج الأسمى لأصالة البحث الدّلالي، فيه من درر المشترك اللَّفظي وأسراره ما فيه. وقد وقعت فكرة هذا البحث على سورة  يونس؛ لإظهار ما تحتويه هذه السُّورة من مظاهر الاشتراك اللَّفظي، والأوجه الدلاليَّة المتنوعة التي تحتملها كلُّ لفظة، ولتُبيّن علاقتها بالسِّياق النصِّي القرآني، لكي ينجليَ معناها ويتكشَّفَ بحسب السِّياق النصّي لآيات القرآن الكريم،  فضلًا عن بيان الطبيعة الخاصة للغة القرآن الكريم، وانعكاس المظاهر اللُّغوية لهذه اللغة العظيمة، بغية الكشف عن مظهرٍ مهمٍّ من مظاهر الإعجاز، وروعة الأسلوب، وأثر ذلك كلّه في السِّياق، ممَّا يؤكِّد حيويَّةَ اللُّغة ومرونتَها عبرَ الزَّمن.