عبد الملك بن مروان متذوق للشعر وناقد
الكلمات المفتاحية:
عبد الملك بن مروان، التذوق، النقد، الشعر، الشعراءالملخص
يدرس هذا البحث حالة الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان مع الشعر والشعراء: يتتبع مواقفه من النص الشعري، وقصصه مع الشعراء، وطبيعة تفاعله معهما، وأثر استجاباته، وذلك في مباحث ثلاثة: الأول: قيمة الأدب عنده، ومنزلة الشعراء. وتبين لنا من خلال ذلك تقديره للأدب وللكلمة الجميلة، واهتمامه بفصاحة خطبه وجودة الإيصال ومراعاة المتلقين، وقد لحظنا عنه ذلك: تنظيراً، وممارسة، وتشجيعاً، وتقويماً. الثاني: المؤهلات النقدية عنده: ثمة أمور وخلال تحققت في عبد الملك على نحو جعلت له مع الشعر شأناً، وجعلت موقفه منه متميزاً، وبالتالي تجعل للتوقف في شأنه مع الشعر أحقية وخصوصية، من تلك المؤهلات النقدية: الخبرة الشعرية وسعة الاطلاع، أو ما يمكن أن يدعى بالحضور الشعري الملح. فقد كان متذوقا للشعر، واسع الاطلاع فيه، غزير الحفظ لنصوصه، خبيراً بتاريخ الشعر العربي وبيئاته، حسن المعرفة للمجودين من أعلامه. مما يعطي لعلاقة عبد الملك بالنص الشعري خصوصية: قوة استجابته للنص الشعري، وسرعة تفاعله معه. الثالث: الموجهات النقدية عنده: وقد رأينا أنها ارتكزت على: السياسة: فهو حاكم مؤسس لدولة، يعنيه توظيف كل الطاقات لخدمة دولته. والقيم الدينية والأخلاقية والاجتماعية. والذوق الفني الشخصي: هذا المعيار أو الموجه ألصق بالنقد، وهو فيه أوغل؛ لانتفاء الدوافع الخارجية، وغياب الجوانب النفعية (البرجماتية). وهو ينبئ بطبيعة علاقة صاحبه بالنص الشعري، ومستوى إدراكه النقدي. وكان المنهجان: الاستردادي، والوصفي التحليلي هما الأنسب مع طبيعة هذا البحث.